بيئات المانجروف  في منطقة البحر الأحمر وخليج عدن


نظرة عامة:

 تتواجد بيئات المانجروف في سواحل البحر الأحمر وخليج عدن وخصوصا في جنوب البحر الأحمر، حيث تشكل هذه البيئات جزءا مهما من منظومة الحياة النباتية الساحلية؛ فنظام جذورها المعروفة بالجذور الهوائية والتي تبرز فوق سطح الأرض تحيط بالأشجار  لتشكل أيكات كثيفة على امتداد الساحل تعمل على ترسيب التربةا وتحمي بذلك الشواطىء من التعرية، كما تعزز بيئات المانجروف تنوعا هائلا للمجموعات الحية من خلال توفير المأوى لانواع متعددة من الحيوانات والطيور البحرية والأسماك واللافقاريات المهمة تجاريا، والأوراق والفروع الميتة لأشجار المانجروف تشكل مصدرا للمغذيات التي تثري الانتاجية الاولية في البيئة البحرية .

التهديدات والصعاب:

تقترب الظروف البيئية في منطقة البحر الأحمر وخليج عدن- مثل درجة الحرارة والملوحة- من الحدود القصوى للمدى الفيسيولوجي لنباتات المانجروف  مما يجعلها شديدة الحساسية للضغوط البيئية، تتدهور أشجار المانجروف وتتعرض للاجتثاث بفعل الكم الهائل من أعمال التطوير والاستغلال، فهي تتعرض للدمار بفعل تغيير استخدام الأرض وتقتلع لبناء المزارع السمكية، وفي المناطق الساحلية حيث الازدياد السريع للسكان يتم قطع الأشجار بغرض استخدامها كخشب للبناء أو الوقود، كما أن الجمال التي تتغذى على اوراقها تحد من ارتفاعها وإنتاجيتها وقدرتها على التكاثر، بالإضافة إلى أن بناء السدود على مجاري السيول و الوديان يقلل من انسياب مياه الامطار والطمي الى مناطق تواجد المانحروف بالسواحل ويتسبب ذلك في تدهور نمو الاشجار ، أضف الى ذلك أن بناء الجسور الصغيرة والممرات عبر الشواطئ يؤدي إلى حجز مياه المد عن بيئات المانجروف وهذا تسبب في موت الكثير من الأشجار في عدة مناطق.

ولتدهور أشجار المانجروف آثار بعيدة المدى تتمثل في تدهور المخزون السمكي والصيد البحري وتعريض الشواطىء للتعرية، كما يؤدي ذلك الى تهديد مجموعات مهمة من الكائنات البحرية وفقدان التنوع الحيوي ، وتكمن العوامل الرئيسية لتدهور بيئات المانجروف في نقص التوعية بأهمية دورها في البيئات الساحلية والبحرية، وقصور القوانين الخاصة بحمايتها واجراءات تطبيق القوانين ، و الاستخدام المحدود لإجراءات التقييم البيئي.

جهود المحافظة:

أجرى المختصون الذين دربتهم الهيئة أعمال مسح مكثفة لبيئات المانجروف في المنطقة بغية تقييم الوضع الحالي لهذه البيئات الرئيسية وإعداد الخطط اللازمة للمحافظة عليها، وبناءا على برنامج المسح الذي نظمته تم اعداد تقارير وطنية عن الوضع الراهن لبيئات المانجروف في كل منجمهورية جيبوتي وجمهورية السودان و الجمهورية اليمنية  وجمهورية مصر العربية  والمملكة العربية السعودية، وقد تم ايضا اعداد تقرير اقليمي شامل.
وقد وفر هذه التقارير قاعدة مهمة من البيانات لقائمة الموجودات الوطنية بالإضافة إلى معلومات هامة تشكل أساسا للبيانات اللاحقة التي يمكن مقارنتها لمتابعة وقياس التغيرات التي قد تنتج جراء العوامل الطبيعية أو التدخلات البشرية. بالإضافة لذلك، مكن جمع البيانات الأولية الهيئة من وضع خطة عمل اقليمية وخطط عمل وطنية للمحافظة على بيئات المانجروف واعادة تاهيلها.
وتم تجميع كافة البيانات المتعلقة ببرنامج رصد المانجروف وأنشطة المحافظة عليها في قاعدة معلومات شاملة تابعة لنظام المعلومات الجغرافي GIS للهيئة.

توحيد طرق  المسح:

طورت الهيئة طرق علمية موحدة للمسح يمكن تطبيقها على المستوى الإقليمي لتسهيل رصد حالة الأنواع  والبيئات الساحلية والبحرية المهمة في الاقليم.

وقد عقدت الهيئة، منذ 2001، سلسلة من الدورات التدريبية كما هو مبين أدناه لتدريب المتخصصين من دول الهيئة على طرق لمسح الموحدة والتي تناسب كل منها البيئة الطبيعية والتركيبة العشائرية للانواع في البيئات التي يتم رصدها، وضمن هذا الاطار تم اعداد كما استخدمت الدورة التدريبية (طرق المسح الموحدة للبيئات الطبيعية المدية المتداخلة والأشجار الاستوائية، جيبوتي آذار/ مارس 2002) كمقاييس لتقييم طرق المسح وتحديد مدى قابليتها للتطبيق في المنطقة.

جهود المحافظة على بيئات المانجروف:

أعدت الهيئة خطة عمل إقليمية (RAP) بناء على المعلومات المسبقة المتراكمة خلال أعمال المسح، هدفها المحافظة على بيئات المانجروف في البحر الأحمر وخليج عدن. وتعتمد الخطة على الأسس المهمة للأعمال السابقة والمستمرة للمنظمات الإقليمية والوطنية، بالإضافة إلى المعتقدات وأساليب المحافظة التقليدية، كما أنها تشمل بيئات المانجروف في  كل دول الهيئة.

وتتضمن الخطة مجموعة من الأهداف الرئيسية والنشاطات المحددة للتنمية المستدامة والمحافظة على بيئات المانجروف والبيئات الطبيعية الساحلية الملازمة لها في البحر الأحمر وخليج عدن، وتناقش الخطة- تحديدا- الطريقة التي يمكن بها تحقيق المحافظة على بيئات المانجروف وادارتها المستدامة من خلال ستة مكونات تحتويها الخطة، وهي: الإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية؛ التثقيف والتوعية؛ المناطق البحرية المحمية؛ الاستخدام المستدام لأشجار المانجروف؛تخفيف آثار التلوث؛ والبحث والمراقبة والتقييم الاقتصادي.

وبالإضافة إلى خطة العمل الإقليمية، أعدت الهيئة بالتنسيق مع الدول الأعضاء خطط عمل وطنية للمحافظة على بيئات المانجروف خاصة بكل دولة، حيث تتكامل هذه الخطط مع الخطة الاقليمية الشاملة :