الشعاب المرجانية في منطقة الهيئة الإقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن


نظرة عامة
 
 

 

تتألف الشعاب المرجانية في المنطقة من أكثر من  200 صنف من المرجان الصلب، مشكلة بذلك أعلى مستوى من التنوع أكثر مما هو موجود في أي جزء آخر من المحيط الهندي؛ حيث يعتبر وجود المياه الدافئة وغياب مصبات المياه العذبة عنها ظروفا مثالية تمكن من تشكل الشعاب المرجانية المحاذية للخط الساحلي؛ ففي شمال البحر الأحمر، يحد الساحل شريطا متصلا تقريبا من المرجان مشكلا حماية طبيعية لحافة الشاطئ المجاورة؛ لذلك تعتبر هذه البيئة الجميلة مصدر جذب سياحي كبير يزوره حاليا مئات الآلاف من الناس سنويا الذين يمارسون الغطس والمشي والسباحة في المياه القريبة من الشعاب المرجانية.
وإلى الجنوب يصبح الرصيف الساحلي أعرض وأضحل؛ إذ تبدأ الشعاب المحيطة بالاختفاء التدريجي وتظهر عوضا عنها الحواف الشاطئية الضحلة والرملية التي تنتشر فيها أشجار  المانجروف الكثيفة مشكلة أيكات كثيفة على طول الساحل؛ حيث تصبح الشعاب المرجانية أقل عددا وأكثر بعدا عن الشاطئ في هذا الجزء من المنطقة.


التهديدات والصعاب

حساسية الشِعْب المرجانية: تظهر الشعابُ المرجانية أيضا على شكل رقع مرجانية وجزر محاطة بالمرجان بعيدة عن الشاطئ حيث تشكل القوت والملاذ الذي تقوم عليه الحياة الحيوانية والنباتية المتنوعة هناك، كما تجرى معظم أعمال الصيد في المنطقة في المياه الضحلة بالقرب من الشعاب المرجانية.
ويستلزم المرجان ظروفا طبيعية للنمو والتكاثر السليمين، اللذين يتأثران بالنشاطات البشرية الجارية هناك؛ فتدمير البيئة الطبيعية والتغيرات الطارئة على جودة المياه– مثل مستويات التغذية المرتفعة والتغيرات في الملوحة ودرجة الحرارة– ومستويات الترسب العالية وكثافة المياه كلها عوامل تؤدي إلى تلف الشعاب المرجانية والإضرار بها. كما أن العودة للوضع الطبيعي، من خلال الاستقرار اللازم للنمو والتكاثر، يتطلب وقتا طويلا وازالة الضغوط القائمة.

تدمير الشعاب المرجانية: تتعرض الشعاب المرجانية في المنطقة للدمار بفعل أعمال التطوير الساحلية من جانب، ونتيجة للنشاطات البشرية هناك من جانب آخر، بالإضافة إلى استخدام الأراضي بفعل اتساع رقعة التطوير الحضري والسياحي، كما أن أعمال البناء تغير مجرى مياه البحر النظيفة التي يحتاجها المرجان للبقاء حيا؛ ويتأثر المرجان بمستويات الضوء المنخفضة وفي بعض الأحيان يخمد وتغمره الترسبات الناتجة عن أعمال البناء والتنظيف الجارية تحت الماء؛ فالتخلص من مياه المجاري شبه المعالجة أو غير المعالجة حيث الشُّعَب المرجانية يسبب تكاثر طحالب الأُشْنةِ التي تغطي المرجان.

ورغم أن الشعاب المرجانية تشكل جذبا للسياح فإن النشاطات العشوائية للغواصين ومن يجوبون الشعاب المرجانية لاكتشاف الأحياء المائية فيها، وإلقاء المراسي من القوارب تتسبب في تدمير المرجان في المناطق الأكثر استخداما، وبذلك لا تعود المناطق المتضررة أو المدمرة مناطق جذب وينخفض عدد الأحياء المائية التي تعيش هناك. كما يتضاعف تدمير الشعاب المرجانية بفعل محدودية إجراءات التقييم البيئي لأعمال التطوير والتنمية، وضعف تنفيذ وتطبيق القوانين والأنظمة الموجودة بهذا الخصوص، فنقص التوعية بأهمية الشعاب المرجانية ومدى ضعفها يعرضها لمخاطر إضافية.

مراقبة جمع المرجان والصدف: يعد جمع المرجان واللافقاريات التي تعيش ضمن الشعاب المرجانية والصخرية أمرا غير قانوني، إلا أن التحف البحرية ما زالت تباع عبر المنطقة، لذا تتطلب الأنظمة الموجودة مراجعة على المستوى الإقليمي، كما ينبغي تعزيز آليات مراقبة وتنفيذ القوانين والأنظمة، ترافقها برامج التوعية العامة المكثفة التي تشكل المبادرات الموجودة في مصر والأردن والسعودية والسودان أساسا لإعداد برنامج شامل لهذا الخصوص.

النشاطات الرقابية: تقوم الهيئة  بإجراء أعمال المسح والتقارير المتعلقة بالشعاب المرجانية في المنطقة؛ حيث أجرت الهيئة عمليات مسح روتيني لتدريب الخبراء الإقليميين بغية تقييم الوضع الراهن للمجتمعات البيئية الرئيسية وإعداد الخطط اللازمة للمحافظة عليها، كما أجريت أعمال مسح في كل من المملكة العربية السعودية ومصر واليمن وجيبوتي والسودان من نيسان/ أبريل إلى حزيران/ يونيو 2002.

وقد وفرت أعمال المسح هذه قاعدة مهمة من البيانات لقائمة الموجودات الوطنية، بالإضافة إلى معلومات هامة تشكل أساسا للبيانات اللاحقة التي يمكن مقارنتها لمتابعة وقياس التغيرات التي قد تنتج جراء العوامل الطبيعية أو التدخلات البشرية. بالإضافة لذلك، فقد مكن جمع البيانات الهيئة من توفير تقرير حول وضع الشعاب المرجانية في المنطقة، إضافة إلى وضع الخطوط العامة لإجراءات المحافظة عليها.

وقد جمعت الهيئة كافة البيانات المتعلقة بعلومها وأبحاثها ونشاطاتها الرقابية في قاعدة معلومات شاملة تابعة لنظام المعلومات الجغرافي GIS.

 


 الخطة الديناميكية
 
   
 
 
     
 

 استعرض نظام إدارة المعلومات المتكامل للهيئة على الإنترنت!   
 

للاطلاع على تقارير إضافية مفصلة، تفضل بزيارة الموقع الإلكتروني للشبكة العالمية لمراقبة الشعب المرجانية: www.gcmn.org


توحيد طرق وأساليب المسح:

قامت الهيئة بإعداد طريقة موحدة علمية للمسح يمكن تطبيقها على المستوى الإقليمي لتسهيل مراقبتها ومتابعتها للأصناف والبيئات المحلية في المنطقة.]
وعقدت الهيئة، منذ 2001، سلسلة من الدورات التدريبية كما هو مبين أدناه لتعليم طرق محددة للمسح تناسب كل منها البيئة الطبيعية والتنوع الحيوي الذي أعدت لأجله، كما استخدمت الدورات التدريبية كمقاييس لتقييم الطرق وتحديد مدى قابليتها للتطبيق في المنطقة.

دورة تدريبية حول طرق المسح الموحدة – طرق فحص الشِّعْب؛ مصر، أيلول/ سبتمبر 2000.

دورة تدريبية حول طرق المسح الموحدة للشعاب المرجانية؛ الأردن، حزيران/ يونيو 2001.


جهود المحافظة على الشعاب المرجانية:

قامت الهيئة بإعداد خطة عمل إقليمية  (RAP)تبين مجموعة من الاجراءات الرئيسية للمحافظة على الشعاب المرجانية واستخدامها المستدام في البحر الأحمر وخليج عدن، وقد جاء إعداد الخطة بمثابة اعتراف بما توفره هذه المجتمعات البيئية من اقتصاد كبير وأهمية بيئية وجمالية، بالإضافة إلى أنها جاءت استجابة للتهديدات الخطيرة التي تحيق بالشعب المرجانية جراء التدخلات البشرية والطبيعية المتزايدة، وتحدد خطة العمل الإقليمية مجموعة الأعمال الرئيسية اللازمة للتخفيف من شدة الآثار التي يمكن لشعاب المنطقة أن تعانيها، كما تحدد النتائج المتوقعة لهذه الأعمال وتبين مؤشرات الأداء وطرق ضمان الجودة.
وبالإضافة إلى خطة العمل الإقليمية، طورت الهيئة مع دولها الأعضاء خطط عمل وطنية للمحافظة على الشعاب المرجانية.

 

تبني شجيرة مرجان - إدخال شعاب اصطناعية في خليج العقبة

من مبادرات الهيئة الجديدة إيجاد شعاب اصطناعية في الأردن كدراسة استطلاعية حول إمكانية التوسع في هذه العملية في المنطقة، ولتسهيل نجاح المبادرة قامت الهيئة بالشراكة مع سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة ASEZA بإجراء نشاطات مكثفة للتوعية العامة ودعت المواطنين إلى "تبني شجيرة مرجان".